نغمة سياسية
الكاتب و القاص: ذ. محمد لغويبي
اللافت للانتباه في الانتخابات الجماعية و الجهوية الأخيرة حضور بارزو قوي لأسماء شبابية و نسائية جديدة تبوأت الصدارة في لوائح الأحزاب السياسية المتنافسة التي تخوض غمار هذا الاستحقاق بكثير من التطلع و الرغبة في الفوز و من تم المتمكن من المشاركة في تدبير الشأن العام في المرحلة القادمة.
ويكشف هذا الحضور عن نجاح الأحزاب في استقطاب هؤلاء المتطلعين الجدد للاستفادة من إحداث نوع من التغيير في لوائحها يضفي لمسة جمالية و يعطي قيمة دلالة مضافة لها تسمح بملء الثغرات وسد الثقوب في سفينتها المبحرة في بحر الظلمات الذي أسقط أسماء كثيرة في السابق فاستغني عنها أودفع بها إلى المحاسبة و تحمل كلفة الأخطاء الصغيرة و الكبيرة.
واذا اعتبر هذا الاستقطاب نجاحا مائزا يدل على قدرة الأحزاب أن تتجدد هذا الموسم فذلك يعني أنها مؤسسات قوية ولابأس عليها، و لا حاجة لها كي تدخل أقسام الإنعاش و العناية المركزة التي طالما دعا إليه المحللون المتشائمون من وضعية هذه الأحزاب في السابق، حين تتبعوا انشقاقاتها وصراعاتها الداخلية، و تخبطاتها الفكرية والعملية في الحياة السياسة و المجتمعية الخاصة والعامة.
بل ويمكن لهذه النجاح و التوفيق أن يكون ذا وجهين متناقضين محتملين، فمن جهة يبدو إيجابيا يفتح الطريق أمام قوى فاعلة جديدة متطلعة إلى المشاركة في التسيير والتدبير والمراقبة والنقد والاعتراض، بما يخدم الأحزاب والمجتمع، ومن جهة ثانية يبدو سلبيا يقطع الطريق أمام دينامية جديدة كانت تحتاج إلى مناخ آخر ومسكن آخر للتغبير عن اختياراتها و تطلعاتها...
و ربما يكون هذا النجاح الحزبي علامة على عجز هذه الدينامية الجديدة و القوى الفاعلة الصاعدة في خلق البدائل الممكنة و المتاحة، و ربما يكون هذا التوفيق جوابا عن منسوب القدرة والإبداع و الفاعلية لدى الوجوه الجديدة، الشابة منها والنسائية، وبخاصة عندما يكشف هذا الاستقطاب والنجاح والتوفيق عن تماهي القديم والجديد في الاسلوب والخطاب بلا أدنى تغيير أو تبديل، وكأننا أمام ولادة متأخرة متعسرة، عانت منها الأحزاب حتى دخلت الإنعاش والعناية المركزة فتمت الولادة بنجاح وتوفيق وسلام.
الكاتب و القاص: ذ. محمد لغويبي
اللافت للانتباه في الانتخابات الجماعية و الجهوية الأخيرة حضور بارزو قوي لأسماء شبابية و نسائية جديدة تبوأت الصدارة في لوائح الأحزاب السياسية المتنافسة التي تخوض غمار هذا الاستحقاق بكثير من التطلع و الرغبة في الفوز و من تم المتمكن من المشاركة في تدبير الشأن العام في المرحلة القادمة.
ويكشف هذا الحضور عن نجاح الأحزاب في استقطاب هؤلاء المتطلعين الجدد للاستفادة من إحداث نوع من التغيير في لوائحها يضفي لمسة جمالية و يعطي قيمة دلالة مضافة لها تسمح بملء الثغرات وسد الثقوب في سفينتها المبحرة في بحر الظلمات الذي أسقط أسماء كثيرة في السابق فاستغني عنها أودفع بها إلى المحاسبة و تحمل كلفة الأخطاء الصغيرة و الكبيرة.
واذا اعتبر هذا الاستقطاب نجاحا مائزا يدل على قدرة الأحزاب أن تتجدد هذا الموسم فذلك يعني أنها مؤسسات قوية ولابأس عليها، و لا حاجة لها كي تدخل أقسام الإنعاش و العناية المركزة التي طالما دعا إليه المحللون المتشائمون من وضعية هذه الأحزاب في السابق، حين تتبعوا انشقاقاتها وصراعاتها الداخلية، و تخبطاتها الفكرية والعملية في الحياة السياسة و المجتمعية الخاصة والعامة.
بل ويمكن لهذه النجاح و التوفيق أن يكون ذا وجهين متناقضين محتملين، فمن جهة يبدو إيجابيا يفتح الطريق أمام قوى فاعلة جديدة متطلعة إلى المشاركة في التسيير والتدبير والمراقبة والنقد والاعتراض، بما يخدم الأحزاب والمجتمع، ومن جهة ثانية يبدو سلبيا يقطع الطريق أمام دينامية جديدة كانت تحتاج إلى مناخ آخر ومسكن آخر للتغبير عن اختياراتها و تطلعاتها...
و ربما يكون هذا النجاح الحزبي علامة على عجز هذه الدينامية الجديدة و القوى الفاعلة الصاعدة في خلق البدائل الممكنة و المتاحة، و ربما يكون هذا التوفيق جوابا عن منسوب القدرة والإبداع و الفاعلية لدى الوجوه الجديدة، الشابة منها والنسائية، وبخاصة عندما يكشف هذا الاستقطاب والنجاح والتوفيق عن تماهي القديم والجديد في الاسلوب والخطاب بلا أدنى تغيير أو تبديل، وكأننا أمام ولادة متأخرة متعسرة، عانت منها الأحزاب حتى دخلت الإنعاش والعناية المركزة فتمت الولادة بنجاح وتوفيق وسلام.