التدريس المعكوس
-مدخل نحو الفهم والتطبيق-
ذ. عبد
اللطيف بوكرن
يتطور علم التدريس باستمرار وكلما
برز جيل إلى الوجود كوّن معارف وأصبح له مشترك، بذلك المشترك يسمى جيلا، وبما
يتقاسمه وطرق تقاسمه وطريقة نماءه، تلك هي إذا خصائص الجيل. إن أستاذ اليوم يجب أن
يدرك أن تركيبة تكوين المعارف وتداولها حتمية، والتطور حتمي، لذلك يجب على الجيل
الجديد من المدرسين والمدرسات تكوين أسلوب جديد لتطوير التعليم وتنميته. بنفس
الوقت ينمي بحثه ويحيي نفسه فردا. المدرس الذي يبحث عن تطوير ذاته يحس أن له ذاكرة
قابلة للاشتغال وتمتلك مواضيع مستعد كذلك لتقاسمها وغير منشغل كل الانشغال بما هو
مادي فقط، إن التجربة إن لم تفلح في تطوير شخصية الفرد على الأقل، لا يمكن
اعتبارها تجربة بقدر ما يمكن اعتبارها حالة شعورية.
الأقسام
المعكوسة
تقنية
تعتمد إفهام المتعلم أن التدريس وسيلة لتصحيح ما يتعلمه وأن التعلم ممكن بأي وسيلة
يمتلكها، منها ما يقدم الآن ويتمظهر على أنه تقني أو تكنلوجي بامتياز، لكن منها
أيضا ما يمكن العمل به حتى في الوسط القروي.
إن
امتلاك القدرة على إقناع التلميذ على ذلك تكون تطبيقية وليست نظرية كما تقدم أغلب
دروسنا، لابد وأن الجميع يتفق أن التلميذ عندما يقوم للسبورة ويقدم درسا يكون
أكثرا حافزا على التذكر، والتلميذ إذا جاء وهو يمتلك معرفة حول الدرس سيساعده ذلك
على التجاوب الصفي الفعال، بين النوع الأول والثاني يجب أن نبحث عن حل لازمة
التفاعل الصفي للتلاميذ مع الدروس، ومنها يجب أن نبحث –المدرسين والمدرسات- عن
تقنية تطبيقية تحافظ على الزمن المدرسي وبنفس الأن تجعل التلميذ مكتشفا وواعيا
بالمعرفة المتعلمة. يبقى المعيق الوحيد في التعاون الصفي بين المدرسين والمتعلمين
هو الاستمرار في اعتماد تقنية الإلقاء الخطي في كل الدروس، وهي الإشكالية التي
يسقط فيها أغلب المدرسين بحيث يعيق تحركهم التخطيط السنوي وزمنه الدقيق والأستاذ
هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تنفيذه في أقصر وقت ممكن. متناسيا أن المدرس هو نفسه
الذي يقوّم عمله وأن التخطيط بأنواعه جزء من عملية قابلة للتقويم آنيا أو بعد حين،
مع أن بعد المؤطرين التربويين يساهم في هذا التنميط عندما يرتبط بالوثائق وهندسة
التخطيط الشكلية أكثر من اعتماده على نظام التعلم وكفاياته.
بعض
آليات التطبيق
كنت
قد بدأت عملية التعليم المعكوس منذ 2014 عندما بدا لي أن التلاميذ لا يستطيعون فهم
الدروس في حصتها المحددة لها، وتحتاج الدروس إلى زمن أطول، يبقى التلاميذ
المتفوقون بالذكاء الفطري هم القادرون وحدهم على التذكر، وأحيانا ينضاف إليهم
المتعلمون الذين يحرص آباؤهم على المراجعة معهم، فيما تظل البقية عن الدروس في خبر
كان، رغم توفرها على إمكانيات ومؤهلات.
أول
خطوة قمت بها، إذ ذاك وهي تسجيل دروس من خلال هاتفي المحمول ورفعها على اليوتيوب
ثم مطالبة التلاميذ بكتابة الدروس كما كنت أقوم قبل ذلك بشرح للدرس دون كتابته في
القسم، وبعد مدة تحولت العملية بعد أن اكتشفت أن جميع التلاميذ تقريبا يكتب الدرس
من خلال ما أقدمه من شرح، وهذا ما يجعل من إعادة الدرس غير ذات معنى، لكن بجعل
التلميذ ينفتح على الدرس وحده ويكتبه في المنزل ثم أحضر أنا المدرس إلى القسم من
أجل عملية استجواب وتمحيص للمعرفة وتعديل لها، من ثم يصبح دوري هو تصحيح المعرفة.
ليس
المراد أن تسجل دروس ولكن الفيديوهات منتشرة بكثرة لجميع الدروس بل يكفي أن تختار
بعناية درسا وتضعه رهن إشارة تلامذتك، ثم تقوم بنفس العملية التي هي مطالبتهم
بكتابة الدرس. غير أن الأمر بالنسبة لي تطور إلى أن أصبحت أستعمل مواقع تحدد اسم
التلميذ وتوقيت دخوله على الأنترنيت ثم هل شاهد الدرس بأكمله أم لم يفعل؟ وكم
المدة التي قضاها على الأنترنيت؟ مثل موقع edpuzzel
كما ستطيع المدرس العمل على تقنية التقويم التشخيصي
بالتعرف على جميع الأجوبة بتقنية جديدة من خلال موقع plickers بحيث يسمح لك هذا الموقع أن تدخل جميع أسماء التلاميذ ويعطيك رقما لكل
تلميذ تقوم أنت بملء خانات الأسئلة المتعلقة بالدرس المراد تقويمه، ومن تم تستخدم
الهاتف من أجل مسح الأجوبة طبعا يسمح فقط باختيار جواب صحيح من بين الإجابات
المقترحة.
غير
أن أغلب المدرسين سيسألون ماذا إذا كانت الوسائط والأنترنيت غير متاحة؟ مع استحالة
هذا الأمر في زمننا. لكن يمكن طرح طريقة أخرى وهي ترتبط بالبحث الوثائقي وتكليف
جميع المتعلمين بالبحث في الدرس وفق أسئلة موجهة، ويختار المدرس المتعلم الذي يشرح
فيما يقوم بعملية تصحيح المنجزات في علمية أولى ثم يطرح عملية إعادة الكتابة بعد
التصحيح، يطالب المدرس التلميذ يمكن للمدرس اعتماد شبكة تنقيط كما يلي :
الأسبوع
|
التحضير
|
الحضور
|
||||||
1
|
الإعداد القبلي
|
انجاز الواجبات
|
المشاركة
|
التركيز
|
||||
2
|
+
|
+
|
-
|
+
|
-
|
-
|
+
|
+
|
تضع أسفل الإعداد القبلي علامة (+) أو (-) لدلالة على أن التلميذ أنجز شارك
أعد قبليا وركز في الحصة إنها عملية متكاملة تجعل من التلميذ يستحضر أنه في وضع
المراقبة من طرف المدرس، وهذا الفعل مهم في العملية التربوية، لأن أغلب التلاميذ
يهربون من ذلك ويحبون التملص من التعلم.
إن عملية تحويل الدرس في المنزل ليست عملية سهلة ولكن ستسهل على المدرس الكثير
من الأهداف التي يريد تحقيقها على المستوى الفردي أو الجماعي، كل ما ذكرته قابل للتنفيذ
بشرط التعرف على طريقة تطبيقة الملائمة للمتعلمين.